عادة ما يتبادر في ذهن القارئ عند قراءة عنوان السيرة الذاتية للراقصة شيء من الخجل أو الحياء. لأن أشهر أنواع الرقص في الوطن العربي هو الرقص الشعبي، وكثير من العرب لا يرفضون مشاهدة الراقصات، ولكن أن يسمحوا لأحد أفراد عائلتهم أن يمتهنوا تلك المهنة، أعتقد أنه أمر غاية في الصعوبة.
على أي حال نحن هنا بصدد شرح محتوى السيرة الذاتية للراقصة، وأولاً علينا توضيح أن نوضح أنواع الرقص المختلفة التي تضمها تلك المهنة فمثلاً هناك ( الرقص الشرقي – الرقص النقري – البالية – الرقص الترفيهي – الرقص المعاصر – الرقص الدرامي – الرقص المسرحي – الرقص الكلاسيكي – الرقص التشاركي ،وغيره ) لذلك فنحن لسنا بحاجة إلى أن ننحصر في نوع واحد من الرقص ونتخذ بشأنه موقفاً سلبياً أو إيجابياً، بل من الأفضل أن نعطي مجالاً للمعرفة وندع كل أحد يختار ما يناسبه.
أما الآن فحديثنا موجه لصاحبة السيرة الذاتية للراقصة ، هل تعتقدي أنك متعددة المهارات وأن خبراتك يمكن أن تؤهلك لتصبحي أكثر من راقصة ؟ ربما تمتلكي مهارات متعددة مثل معرفتك بالموسيقى والمسرح، ربما حصلتِ على فرصة تدريب الراقصين الجدد، كل ذلك يمكن أن يُحسن جداً من السيرة الذاتية للراقصة الخاصة بك، بل يمكنه أيضا أن يساهم بشكل كبير في تحديد راتبك.
ومع محاولتنا لوضع الصورة الذهنية للراقصة في مجتمعاتنا الشرقية في وضعها الصحيح، رأينا ضرورة تقديم دليل شامل لكيفية كتابة السيرة الذاتية للراقصة. وفيما يلي سنوضح الأقسام الرئيسية الموجودة في السيرة الذاتية للراقصة.
الأقسام الرئيسية في السيرة الذاتية للراقصة
- قسم بيانات الإتصال
- قسم ملخص السيرة الذاتية
- قسم الخبرة العملية
- قسم المؤهل العلمي
- قسم المهارات الشخصية
- قسم الشهادات الإضافية
والآن سنحاول شرح كل قسم على حدة بنوع من التفصيل وذكر الأمثلة :
قسم بيانات الاتصال
وفيه تقوم الراقصة بوضع معلومات الإتصال الأساسية التي يمكن أن يرجع إليها مسؤولي التوظيف لتحديد مقابلة معها وتتمثل هذه المعلومات في ( الاسم – رقم التليفون – البريد الإلكتروني ). لابد الانتباه من قراءة هذا القسم مرتين على الأقل بعد الانتهاء من إعداد السيرة الذاتية للراقصة والتأكد من صحته. حاول أن يكون الاسم هو أكبر خط في السيرة الذاتية ويكون باللون الغامق وهي طريقة معروفة من طرق التنسيق.
قسم ملخص السيرة الذاتية
ويكون هذا القسم عادة هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في قبول أو رفض سيرتك الذاتية. ملخص السيرة الذاتية عادة ما يشتمل على من خبرتين إلى ثلاثة من محصلة خبرتك العملية، وبالطبع من الأفضل أن تكون أشهر خبرات عملية مررت بها أو لها صدى في مجالك. كعروض الأوبرا مثلاً و العروض المُذاعة في مبنى الإذاعة والتلفزيون.
عادة ما يكون مسؤولي التوظيف ليس لديهم متسع من الوقت لقراءة السير الذاتية، فالملخص الذي تحت أي حال من الأحوال لا يمكن أن يتخطى ثلاثة سطور أو أربعة، لابد له أن يكون جذاباً مبهراً مستخدما الأفعال القوية الواضحة والتي تصيب الهدف المرجو منه لكي تتمكن من جذب المخرجين والفنيين للتعامل معك
قسم الخبرة العملية
في مجال ” الرقص ” يوجد الكثير من الأشياء يمكنها أن تندرج تحت قسم الخبرة العملية، كالعروض والاستعراضات الراقصة، الرقص الفردي والمُجمع، العروض التطوعية أو التي بأجر. بل حتى مساعدتك للفريق من داخل الكواليس هي أيضاً خبرة عملية.
هذا القسم يعد أكثر الأقسام أهمية في السيرة الذاتية للراقصة، لذلك إذا كنت ترى أنه بدون محتوى. فالأفضل بدلاً من أن تتقدم للوظيفة، أن تذهب أولاً وتحصل على بعض التدريبات.
قسم المؤهل العلمي
أن لم يكن خبرة كافية بشكل عملي، فدراستك في جامعة راقصة من الممكن أن يكون لها نفس الأثر، فبالتأكيد كان هناك الكثير من التدريبات المُضنية. لذلك فعلى قدر ما تستطيع حاول أن تستفيض في ذكر خلفيتك الأكاديمية طالما كانت وثيقة لأثر بمجال عملك.
قسم المهارات الشخصية
كل وظيفة لابد لصاحبها أن يتحلى بمهارات معينة تُمكنه من أن يحقق آداءاً إحترافياً فيها. الراقصة أيضاً لابد أن تتحلى ببعض المهارات مثل :
- المهارات الأساسية
- الرشاقة
- المرونة
- التركيز في التفاصيل
- الإبداع
- القدرة على التواصل
- الصلابة
- قدرة التحمل
- استمرارية العمل تحت الضغط
- الانتباه للتوجيهات
- تميز في آداء الرقصات الفردية والجماعية
- الاستماع الفعال
- القدرة على إدارة الوقت
- المهارات الدقيقة
وتتميز هذه المهارات بصعوبتها نوعاً ما، والراقصة التي تمتلك تلك المهارات بالطبع يمكنها أن تطلب أجراً أعلى، ونذكر من تلك المهارات :
- معرفة بأنواع الرقص المعاصر والتقنيات المخُتارة
- القدرة على الرقص في ثنائيات أو رباعيات أو فريق كامل بنفس التشكيل
- القدرة على الإيماءات
- براعة في إظهار تعابير الوجة
- وعي موسيقي
- القدرة على التوازن لفترات طويلة
- التمتع بذاكرة حركية ( تتذكر تفاصيل الحركات وتنفذها دون الحاجة إلى تكرار )
الشهادات الإضافية
ونضع في هذا القسم كل الشهادات التكريمية التي حصلتِ عليها من قبل، والجوائز والغنجازات التي قمتِ بتحقيقها. يمكنك كذلك ذكر الأعمال التطوعية والخيرية التي شاركتِ بها، والدورات التدريبية التي حصلت عليها. وبعد كل ذلك يمكنك أن توضحي اهتماماتك الأخرى.
أمثلة لإعداد السيرة الذاتية للراقصة بشكل إحترافي
015-21547896
Mayadaalsayedramzy@gmail.com
راقصة بالية محترفة بخبرة 5 سنوات في تعليم الأطفال. تدربت في فرقة ” رضا ” في مصر لمدة 10 سنوات. أديت دور الملكة إليزابيث في مسرحية هامليت أثناء عرضها أمام الوزير السابق. شغوفة بمزيد من التعلم والتمرين وأسعى لتصميم رقصات خاصة بي.
ويعد هذا المثال صحيحاً لأنه تمكن من إصابة الهدف المرجو منه وتوضيح المعلومات المنشودة بدقة ووضوح وبدون إطالة. كما يمكننا ملاحظة كتابة صحيحة ودقيقة لبيانات الإتصال، الجزء الذي يعد الأكثر أهمية في أي سيرة ذاتية.
2313548-015
راقصة موهوبة ومحترفة في فن البالية، الذي يعد أحد أرقى الفنون في وجهة نظري. الرقص هو حياتي ولا أتخيل حياتي بدون هذا الفن. شاركت في العديد من المسرحيات الراقصة والأغاني وأهتم بتصميم الرقصات.
لسنا في حاجة لتوضيح مدى خطأ هذا الملخص الوظيفي. فنعتقد تماماً أنه بمجرد نظر مسؤولي التوظيف لرقم الهاتف سيترك من يده السيرة الذاتية على الفور. ولكن لكي نتعلم من الأخطاء سوياً سنشرح بشيء من التوضيح النقاط التي سببت خطئاً كبيراً في هذا الملخص فمثلاً :
- رقم الهاتف المكتوب غير صحيح في التنسيق بل وفي عدد الأرقام أيضاً.
- لا يوجد في الملخص الوظيفي عنوان بريد يمكن الرجوع إليه.
- الملخص الوظيفي يتسم بالعمومية والشمولية، وهو ما يتنافى مع القاعدة الأولى لتنسيق الملخص وهي ” كن محدداً “.
- لا يوجد مراجع يمكن الرجوع إليها مثل مدرب خاص وكيفية التواصل معه، أو عروض مشهورة تمت إذاعتها.
- إن لم يوجد خبرة وظيفية سابقة فعادة ما ننصح أن نعتمد في الملخص الوظيفي على المهارات الشخصية والخبرات الحياتية. كذلك يمكننا أن نلجأ إلى التحدث عن الهدف الوظيفي بدلاً من التحدث عن الخبرات العملية السابقة.
يمكننا أن نؤكد كوننا مسؤولي توظيف، حقاً نرى عجائب لا حصر لها في السير الذاتية المقدمة. فما معنى كونك شغوفة بالرقص ؟! حتى جدتي يمكن أن تكون كذلك شغوفة بالرقص ! ما الذي سيدفعني إلى تحديد مقابلة معك ؟ ما الذي سيجعل مسئول توظيف يقول لكِ هنيئاً لقد حصلتِ على الدور ؟!
النصيحة الثابتة دوماً ويمكن لأي متقدم الرجوع إليها في القسم الخاص بالنصائح هي ” حاول أن تفكر بعقلية مسؤولي التوظيف “. حاول أن تقدم خبرات واضحة وإذا لم يكن لديك، إذهب واحصل على بعض التعليم والخبرة، يمكنك إيضاً إضافة الأعمال التطوعية التي قمت بها من قبل. تذكر أن كل شيء مهم وقد تكون مارست خبرة عملية بالفعل ولكنك لا تدرك أنها يمكن أن تضيف الكثير إلى سيرتك الذاتية.
ولكن ماذا لو كانت خبرتي العملية قليلة ؟ حينها يمكنك أن تركز على دراستك الأكاديمية كالمثال التالي :
جامعة كولومبيا شيكاغو ، إلينوي
المعدل التراكمي: 4.50
- شارك من الكواليس في العرض المسرحي ” بداية نبض “.
- ساهم في دورات تدريبية لتعليم البالية والهيب هوب.
- دراسة مطولة في تاريخ الرقص وأنواعه.
وخلال السطور القليلة القادمة سنقدم لك أهم النصائح التي ستفيدك أثناء إعداد السيرة الذاتية للراقصة :
- النصيحة الأولى : ” كن محدداً ” يجب أن تفهم أن مسؤولي التوظيف ليس لديه متسع من الوقت لكي يتمكن من قراءة كل السير الذاتية المُقدمة إليه. لذلك فما هو متعارف عليه أن مسؤولي التوظيف لا يستغرق أكثر من 3 ثواني أو أربعة لقراءة الملخص الوظيفي. فإذا كان به الأخطاء الشائع ذكرها، أو على أقل تقدير لم يكن جذاباً، فبالتأكيد لن يستكمل قراءة باقي السيرة الذاتية للراقصة. لذلك ننصح دوماً أن يكون المخلص الوظيفي مُلخصاً ومحدداً وقادر باستخدام ألفاظ قليلة على إصابة الهدف المرجو منه على الفور.
- النصيحة الثانية : ” حاول ان تفكر بعقلية مسؤولي التوظيف ” أثناء تقديمك السيرة الذاتية بك في أي وظيفة تذكر جيداً أن تفكر بعقلية مسؤولي التوظيف الذي يريد النجاح لعمله بأكبر قدر ممكن مع الحفاظ على ميزانية الإنتاج بدون ضرر. لذلك اجعله يثق بك عن طريق تقديم كل الخبرات العملية التي حصلت عليها والتي تمكنك من الحصول على الوظيفة أو الدور الذي تريده في المسرحية. يمكنك أن تدمج في السيرة الذاتية على إسطوانة خاصة عروض لك من قبل لكي يتمكن من رؤية النمط الخاص بك في الرقص وفي أي مرحلة من مراحل الرقص قد وصلت.
- النصيحة الثالثة : ” اختر نوع التنسيق الذي يناسبك ” هناك ثلاثة أنواع من تنسيقات السير الذاتية يمكنك أن تختار ما يناسبك منهم :
- التنسيق الزمني العكسي : وهو المُفضل بالنسبة لتنسيق السيرة الذاتية للراقصة. ويعتمد على ذكر الخبرات العملية من الخبرة الأحدث حتى الأقدم عارضاً الحفلات والعروض التي شاركت بها.
- التنسيق الوظيفي : ويلجأ إليه المتقدم للوظيفة عادة عندما يكون لديه تاريخ حافل بالخبرة العملية الوظيفية في مختلف المجالات. والهدف الأساسي منه هو توضيح خبرة المُتقدم الواسعة.
- التنسيق المركب : وهو عبارة عن مزيج من كلا النمطين السابقين. وعادة ما يلجأ إليه المتقدم للوظيفة إذا كان تاريخه حافل بالخبرات العملية والوظائف المختلفة كليهما معاً. وربما يكون هذا التنسيق هو الأفضل في الكثير من الوظائف ولكن في السيرة الذاتية للراقصة عادة ما نشجع النظام الزمني العكسي.
- النصيحة الرابعة : ” طولك – وزنك معلومات هامة ” حينما نتحدث عن إعداد السيرة الذاتية للراقصة فيجب علينا أن نهتم في الجزء الخاص ببيانات الاتصال ليس فقط ب ( الاسم – رقم التليفون – البريد الإلكتروني ) ولكن أيضا لابد لك كراقصة أن تذكري معلومات هامة مثل طولك ووزنك، بعض مسئولي التوظيف يحددون في إعلان التوظيف معلومات أكثر دقة مثل ( لون العين – لون الشعر ) ومعلومات أخرى. لذلك من الأفضل قبل إرسال سيرتك الذاتية التحقق من بيانات الإعلان الوظيفي وإرسال البيانات كاملة.
- النصيحة الخامسة : ” الكلمات المفتاحية ” عادة لا يكون على دراية بهذه النصيحة سوى المتخصصون بمحتوى الكتابة والوظائف التي لها علاقة بكتابة المحتوى. ولذلك سنوضح بشيء من التفصيل هذا الأمر : فالكلمات المفتاحية تعد هي الوسيلة الأولى التي يستخدمها مسؤولي التوظيف لكي تساعدهم. فعن طريق برامج وتقنيات ال ATS يتمكن مسؤولي التوظيف من تنفيذ عملية فرز سريع لكل السير الذاتية المُقدمة. ويكون الاختيار لصالح السير الذاتية التي استعملت نفس الكلمات المفتاحية المذكورة في إعلان التوظيف. كلما تطابقت عدد الكلمات الموجودة في السيرة الذاتية مع الكلمات الموجودة في إعلان التوظيف زادت فرص حصول المتقدم على الوظيفة.
- النصيحة السادسة : إن قسم الخبرة العملية هو أحد أهم الأقسام الموجودة في السيرة الذاتية للراقصة. لذلك حاول بقدر الإمكان أن تستفيض في شرح خبراتك السابقة ومجال عملك ومكانه. لا تنس ذكر العروض المسرحية والاستعراضات الراقصة حتى وإن كانت تطوعية وبلا أجر، لا تهمل كذلك التدريبات من أي نوع والتلمذة تحت مدربين الرقص المشهورين. كل هذا يمكنه أن يضيف إلى سيرتك الذاتية جاذبية واضحة. دعنا نقول حتى وإن كان عملك داخل أحد الكواليس كمساعد للراقصين. الخبرة الفعلية والاحتكاك الفعلي بالمكان نفسه له عامل كبير في تنمية مهاراتك. كما أننا عادة ما ننصح في تلك الوظيفة بالذات إن لم يكن لديك خبرة، فلماذا لا تلجأ إلى أحد المدارس التدريبية وتطلب التدريب والخبرة. حاول دائماً أن تطور من نفسك وقدراتك.
- النصيحة السابعة : ” قدرتك على التحمل ” عادة لا يشعر الكثير من المتفرجين بالصعوبات التي تواجه الراقصة وخصوصاً في الوطن العربي. أذكر أن الراقصة الشهيرة ” فيفي عبدة قد أدلت بتصريح في لقاء مع المذيعة المشهورة هالة سرحان، عندما سألتها عن الصعوبات التي تواجهها الراقصة في عملها، فأجابت الأخرى ببساطة ” يكفي أننا نشعر بالصقيع في بعض الأحيان والمهنة تستلزم منا أن نرتدي ملابس معينة “. وإن كانت بالفعل هذه مشكلة واضحة لبعض أنواع الرقص. لكن عادة ما يود المخرجون والمدراء الفنيين أن يروا كم يمكن أن تتحمل الراقصة من ضغط وتعب ورفض أحياناً من عناصر كثيرة من المجتمع التي تعيش به، ورغم كل ذلك مازالت شغوفة بحلمها وتسعي بكل الجهد لتحقق خطوات ناجحة.
ما هو الدافع الذي جعلكِ تستمرين على الرغم من كل تلك المقاومة. لذلك فنصيحتنا أن تحاولي إبراز ذلك في السيرة الذاتية الخاصة بك بقدر الإمكان مع إلتزام معايير الدقة والحدود في الألفاظ.
- النصيحة الثامنة : ” كن مستعداً ” أنت لا تعرف ما سوف يقابلك في الطريق، من الأفضل أن تكون دوماً مستعداً. فقد تكون في حفلة أو عرض مسرحي وتتقابل مع أحد المخرجين الذين يودون الحصول على سيرة ذاتية في نفس اللحظة، من الأفضل أن تكون جاهزاً بنسخة على هيئة ( PDF ) ونسخة أخرى على هيئة ( WORD ). اجعلها مُنظمة وجاهزة للطباعة في أي لحظة.