الدليل الشامل لكتابة السيرة الذاتية  للمعلم الخاص

منذ أكثر من قرن ونصف وقف قاسم أمين متصدراً النضال ضد الجهل ونادى بتعليم المرأة، وهو بهذا يتحدى كل أصول للأمية والجهل في الوطن العربي. سمع لنداءه الكثير من المناضلين في الوطن العربي بأكمله. منهم من استجاب في بدء الأمر، ومنهم من انتظر حتى يرى نتيجة القرار، إلا أنه لا يسعنا إلا أن نشهد أن التعليم أصبح يتصدر مركز الصدراة الآن. وقد أقيمت الكثير من المشروعات والأفكار التطورية التي تهدف للقضاء على الجهل، وتم الاستجابة لها بالفعل. ” فالعلم يرفع بيوتاً لا عماد لها، والجهل يخفض بيوت العزة والكرم ” كما قال شاعرنا الجليل ” أحمد شوقي “.

إذا كان هذا في بلاد الشرق فيمكننا أن نتخيل حجم الثورة العلمية التي وصل إليها الغرب الآن، للدرجة التي تجعل أحد الصحفيين وهو ” فرانك براوني ” في صحيفة نيويورك تايمز عام 2016، يسخر من كل هؤلاء الطلّاب الذين تتم قبولهم في الجامعات، فيرى أن  معدلات القبول في الجامعات كلما ارتفعت، كلما زاد عدد الطلاب. حتى أن الجامعات الأكثر شهرة في الغرب مثل جامعتي ( ستانفورد و ييل ) قد إمتلئتا تماماً بالطلاب. كل هؤلاء الطلبة بالطبع في حاجة إلى معلمين أكاديميين.

وهذا بالنسبة لطلبة الجامعات، فحسب النسب والإحصاءات للمراكز التعليمية، يوجد كثير جداً من طلاب الثانوية العامة والتعليم الفني مازالوا هم أيضاً بحاجة إلى متخصصين للتدريس. لذلك يبدو أن مهنة التدريس ستظل دوماً هناك حاجة إليها مهما تقدم الزمان.

ليس ذلك فقط، بل التدريس في حد ذاته إذا تم بالشكل المرجو منه، أصبح وسيلة جذب رائعة لمزيد من الطلاب للتسجيل والانضمام في الصفوف الدراسية. كذلك هناك الكثير من أولياء الأمور الذين يبحثون عن معلم خاص لأولادهم بدلاً من العدد المتزايد الموجود في المدارس والجامعات، يفضلون تلقي العلوم بشكل هادئ وأكثر فاعلية من خلال معلم خاص.

وليس هذا فقط، بل أن هناك بعض المعلمين يريدون تدريس طلاباً معينين دون سواهم، من حيث الطبقة والمستوى التعليمي ومستوى الذكاء وغيره. في كل الأحوال سواء كنت تحاول أن تعد أوراقك لكي يتم قبولك ضمن مؤسسة معينة أو يتم اختيارك من قبل أولياء الأمور، أو حتى تبدأ بنفسك باختيار الطلبة من المتقدمين لتعليمهم، فأنت بحاجة ماسة إلى سيرة ذاتية احترافية، ومن بين الكثير من النماذج المنتشرة في المواقع، والتي تحوي بالفعل شيء من الصحة وجانباً من عدم الدقة، رأينا أنه لزاماَ علينا يجب أن نعرض أهم النصائح والتوجيهات التي تساعد في كتابة السيرة الذاتية للمعلم الخاص بشكل احترافي.

نموذج السيرة الذاتية للمعلم الخاص

تنسيق السيرة الذاتية للمعلم الخاص

يمكننا أن نقسم السيرة الذاتية للمعلم الخاص إلى أقسام أساسية مثل :

المخلص للسيرة الذاتية

سيرة ذاتية للمعلمين – سيرتك الذاتية – كتابة السيرة الذاتية – السير الذاتية – نماذج السيرة الذاتية – كتابة سيرة ذاتية – السيرة الذاتية للمعلمين

والآن، سنبدأ بشرح كلاً من هذه الأقسام على حده. كيف يمكن كتابة كل قسم من هذه الأقسام بأفضل شكل؟

ملخص السيرة الذاتية

كل شيء يتعلق في البداية بملخص السيرة الذاتية الخاص بك، فهو بمثابة الواجهة التي تمثلك. لذلك عليك التركيز جداً أثناء إعدادة. وعلى كل حال الغرض الأساسي من ملخص السيرة الذاتية هو أن تقدم نفسك في عدد قليل من الجمل. حاول بأكبر قدر أن تكون ملخص السيرة الذاتية الخاص بك قادر على جذب مسؤولي التوظيف لاستكمال القراءة والتواصل معك.

حاول انتقاء الكلمات والتركيز على جعله جذاب للقراءة، اختار كلماتك بعناية لأنه يجب ألا يزيد الملخص عن 5 سطور تحت أي ظرف.

من المفيد أن توضح فيه نبذه عن خبراتك السابقة وإنجازاتك، وشغفك بالحصول على الوظيفة والانضمام إلى المؤسسة. كل هذا بما لا يتجاوز الخمسة أسطر فقط، ألم أقل لك أن الأمر يحتاج إلى صياغة أدبية عالية.

والآن سنوضح بالأمثلة كيف يمكن أن تقوم بكتابة السيرة الذاتية للمعلم الخاص بشكل إحترافي :

هذا المثال خاطيء ولا يشجع بأي شكل من الأشكال على استكمال القراءة من قبل مسؤولي التوظيف. ودعنا الآن نعرض الأخطاء الموجودة بهذا المثال لكي نتمكن من أن نتفاداها أثناء إعداد السيرة الذاتية للمعلم الخاص. فمثلاً : المثال يتسم بالعمومية وعدم التحديد على الإطلاق، فليس هناك تحديد لحجم الإنجازات والخبرات، بل وحتى لا يوجد أي ذكر للنسب بالأرقام واضحاً في هذا التلخيص. وأخيراً التواضع شيمة العظماء، فما الداعي إذن للافتخار، بمعنى أنه لا يجب أن تمدح نفسك أو تقول أنك الاختيار الأمثل أو لا، دع هذا يقرره مسؤولي التوظيف لا أنت.

ولكن قد يسألنا سائل أن هذا المثال ربما يخص بالأكثر الأشخاص ذوي الخبرة، ولكن ماذا عن الشباب حديثي التخرج ؟! ما هي الخبرات التي يمتلكونها أو التي يستطيعون أن يقدموها إذا كانوا قد تخرجوا من شهور قليلة، فهل بهذا الشكل ليس لديهم فرصة في الحصول على وظيفة كهذه ؟

دعني أنبهك عزيزي القارئ أن وظيفة المعلم الخاص هي وظيفة بدوام جزئي من الأساس، لذلك يمكن ليس للخريجين فقط أن يعملوا بها، بل وللطلبة أيضاً إن أرادوا. لذلك لا تيأس إن كنت شاب حديث التخرج، بل حاول أن تركز على مهاراتك وإمكانياتك التي إذا عرضتها على مسؤولي التوظيف قد يزيد ذلك من فرص قبولك في الوظيفة.

وهنا يأتي دور الهدف من السيرة الذاتية كبديل لملخص السيرة الذاتية، فإذا كنت حديث التخرج فحاول أن تتحدث عن مهاراتك بالإضافة إلى شغفك الذي تود إضافته للمؤسسة أو غرسة في نفوس وعقول طُلابك. والهدف الأساسي المرجو من السيرة الذاتية نسعى فيه للحديث بشكل أساسي عن ثلاث نقاط وهما :

مع مراعاة أن هذا لا يزيد عن ثلاث سطور، على خلاف ملخص السيرة الذاتية الذي من الممكن أن يصل إلى أربعة أو خمسة أسطر. وسنعرض مثالأ بسيطاً على ذلك :

على الرغم من أن هذا النموذج من المؤسف لصاحبه أن يتعب في كتابته، لأن مسؤولي التوظيف لن يكلفوا نفسهم عناء قراءة هذا الهدف ولا السيرة الذاتية كلها. إلا أنها فرصة جيدة لنا لكي نتفادى تلك الأخطاء عن طريق شرحها وتحليها.

فأولاً : حاول أن تفكر بعقلية مسؤولي التوظيف أو صاحب العمل، فما دخله هو بحاجتك للمال من عدمه ؟! حاول أن تكون موضوعياً وتركز على الهدف المقصود والذي تم الإعلان عنه في إعلان التوظيف.

ثانياً : تعلم الدقة في التعبير، فكونك خريج حديث لا يعني أنك تخرجت من كلية التربية قسم الرياضيات. كذلك هذا العرض لا يهتم بإبراز أي من مهاراتك أو معلوماتك الشخصية، بل هو يتسم بالعمومية والشمولية وهو ما نحن بالضبط في حاجة للتخلي عنه.

الخبرة العملية

يجب أن تسجل في هذا القسم كل الخبرات العملية السابقة لك، مُتضمن في داخلها في الكثير من الأحيان الأعمال التطوعية التي قمت بها، فهي أيضاً قد أضفت عليك جزءاً كبيراً من الخبرة التي وصلت لها الآن.

قسم الخبرة العملية يضفي لأوراقك ثقل بشكل كبير، ويُحسن من فرصتك في الحصول على الوظيفة.

ولكن إذا كنت لا امتلك خبرة عملية، فأنت إذا تحتاج بشدة إلى الانتباه إلى الأقسام التالية مثل :

المهارات

هذا القسم يكون بمثابة المُنقذ لكل من لا يمتلك شهادات خبرة سابقة أو سنوات طويلة من العمل المُضني والجاد. هنا فقط يمكنك أن تعتمد على مهاراتك الشخصية والتي لها أثر كبير لدى الكثير من مسؤولي التوظيف في رفع إمكانية قبولك بالوظيفة المُقدم لها.

هذه المهارات تتعلق بقدرتك على التواصل، وقدرتك على تسهيل المعلومة للطلاب، إمكانية المراجعة ومعرفة مستوى الطالب باستمرار، متابعة أولياء الأمور في معظم التفاصيل الخاصة بمستوى أبنائهم الدراسي.

حسب دراسة إحصائية اُجريت في ألمانيا عام 2019 عن فعالية الدروس الخصوصية في تحسين درجات التلاميذ. تفاجئ الباحثون أن النتيجة كانت مختلفة تماماً عما انتظروه، فسواء ساهمت في زيادة درجات التلاميذ أو لا، إلا أن الأبحاث أكدت أن الدروس الخصوصية ساهمت في تخفيف الجهد عن كاهل الطلاب. وأشعرتهم بثقة أكبر في المدرسة.

لذلك يجب عليك أن تدرك مقدار الدور الذي تقدمه ليس فقط للتعليم ولكن لأبناء جيلك، وعليه.. لكي تتمكن من تقديم دورك بأفضل شكل، عليك أن تجيب بدقة عن ذلك :

ما هي السن الذي تُفضله للتدريس ؟

بأي نسبة يمكن أن تُقيم نفسك كمدرس متمكن في مادته؟

هل تفضل العمل المباشر أم عبر الإنترنت ؟

هل يمكن أن تصف نفسك شخص متفاعل أثناء التدريس، وهل هناك جانب من المرح في شخصيتك ؟

يجب أن تجيب عن هذه الأسئلة بصراحة شديدة حيث سيُحسن هذا من فرص قبولك في الوظيفة. ولكن من المهم أيضاً أن ننتبه إلى كيفية صياغة السيرة الذاتية للمعلم الخاص، وهذا ما سنورده بالذكر فيما يلي.

حيث سنقدم لك أهم النصائح التي يجب عليك إتباعها أثناء إعداد السيرة الذاتية للمعلم الخاص، لتكون سيرة مثالية بأقصى درجة ممكنة :