العلاج الطبيعي هو أحد أقدم أنواع العلاج في العالم كله. ويؤرخ في الكثير من الكتب أن أول من استخدم العلاج الطبيعي الفيزيائي كان الطبيب أبقراط ثم يليه جالينوس في عام 460 قبل الميلاد. فالكثير من الأنشطة مثل التمرين والتدليك والسحب ورد الأعضاء يمكنها أن تنقذ حياة مريض أو تعيده لحيويته وطبيعته. الأمر ليس سهلاً كما يُعتقد، بل هو دقيق للغاية ومؤثر بشكل كبير في حياة الأفراد.
تطورت الوظيفة مع مرور الزمن وازداد الحاجة إليها بشكل كبير ويؤكد مكتب الأحصاء الأمريكي للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية بزيادة الحاجة إلى شغل وظيفة المعالج الطبيعي. على عكس الكثير من الوظائف التي يتم الاستغناء فيها في هذا الوقت عن الموظفين والاستعانة بالبرامج الإلكترونية والربوتات في مجال الصناعة، إلا أن وظيفة المعالج الطبيعي قد زادت الحاجة إليها بنسبة 18 % عن العام الماضي. بالطبع كلما زاد الطلب على شيء زادت قيمته، هذا الأمر مشهور ليس فقط في عالم التجارة، بل أيضاً نجده بوضوح في علم الطب، وذلك مثل وظيفة المعالج الطبيعي الفيزيائي. لذلك فحاول أن تعد سيرتك الذاتية بأفضل شكل، استعد وهيا بنا لنبدأ في إعداد السيرة الذاتية للمعالج.
يوجد العديد من التخصصات في هذا المجال يمكنك اختيار ما تراه الأنسب بالنسبة لك من بينهم مثل : ( العلاج الطبيعي للقلب والجهاز التنفسي – العلاج الطبيعي للشيخوخة وكبار السن – العلاج الطبيعي للعظام – العلاج الطبيعي للأطفال – العلاج الطبيعي للأمراض الخلقية .. إلخ ) وغيرها من التخصصات التي تندرج تحت العلاج الطبيعي والفيزيائي. فبالتأكيد إذا تعرضت لإلتواء كاحلك أو ذراعك ونحن نقصد المعني الحرفي للإلتواء، ففي هذه الحالة ستكون شاكراً بكل الأحوال إن حصلت على مساعدة من قبل أحدى المعالجين الطبيعين، لذلك فالفرصة سانحة أمامك والطريق مفتوح أيها المعالج للتقدم بالسيرة الذاتية الخاصة بك وتبهر مسؤولي التوظيف ليقوموا فوراً بتحديد موعد للمقابلة معك، ثم الحصول على الوظيفة إذا توافرت فيك الشروط المطلوبة.
تنقسم السيرة الذاتية للمعالج إلى عدة أقسام رئيسية وهي :
- قسم بيانات الاتصال
- قسم ملخص السيرة الذاتية
- قسم الخبرة العملية
- قسم المؤهل الدراسي
- قسم المهارات والقدرات
- قسم الشهادات الإضافية
وسوف نتناول فيما يلي كل قسم من هذه الأقسام بالشرح :
قسم بيانات الاتصال
وهو القسم الأول في السيرة الذاتية، يُفضل أن يكون الأحرف فيه للاسم بأكبر خط في كل السيرة الذاتية، أما باقي البيانات الخاصة بالقسم، الأفضل لها أن تكون مكتوبة بحروف غامقة ليتمكن مسئولي التوظيف من متابعتها بسهولة ويسر. تأكد بعد الإنتهاء من إعداد سيرتك الذاتية من صحة جودة هذا القسم بالذات، وذلك من خلال قراءته ومراجعته مرتين على الأقل. تأكد من أن البيانات مكتوبة بشكل صحيح. ومرفق أيضاَ رقم الهاتف والبريد الإلكتروني الخاص بك.
وجود ملف خاص بك على linkedin مرفق بالسيرة الذاتية في قسم بيانات الاتصال، له أثر كبير في جذب مسؤولي التوظيف لسيرتك الذاتية والتواصل معك. يمكنك كذلك أن ترفق فيديوهات مخصصة لك على صفحاتك الإجتماعية مرفق بها طريقتك الخاصة في العلاج، كذلك يمكنك أن تذكر في القسم الخاص بالمراجع أسماء الأشخاص الذين تعاملت معهم من قبل وحققت لهم تحسن كبير من خلال العلاج الطبيعي. أما بخصوص عناوين بريدهم الإلكتروني أو أرقام الهواتف الخاصة بهم وذكرها كمرجع في نفس القائمة ، فالأفضل أن تكتب أن هذا الأمر متاح لمن يريد التواصل معك. وطبعاً نحن لسنا في حاجة لتأكيد أن هذا الأمر يتم بعد الرجوع بالفعل للمرضى الذين تمت معالجتهم وأن يكون هذا الأمر بعلمهم وموافقتهم.
قسم ملخص السيرة الذاتية
عادة ما يكون هذا القسم هو حجر المحك في قبول أو رفض سيرتك الذاتية. حيث أن مسؤولي التوظيف عادة لا يمتلكون الوقت لكي يتمكنوا من قراءة كل السير الذاتية المُقدمة لنفس الوظيفة. ولهذا فهم لا يأخذون أكثر من 3 إلى 4 ثواني فقط لفحص هذا القسم الذي من المفترض أن يعبر بالحقيقة عن كل ما هو موجود بالسيرة الذاتية باختصار وتحديد شديد. وعليه، إذا نال هذا القسم إعجاب مسؤولي التوظيف فسوف يستكمل قراءة السيرة الذاتية ومعرفة ما يحتاج إليه من تفاصيل، إما إن لم يرق له هذا القسم فغالباً ما سوف يطرح السيرة الذاتية للمعالج الخاصة بك جانباً دون فحص بقية الأقسام.
حاول أن تكون محدداً واضحاً. استخدم الألفاظ التي تقصد وجودها بالفعل وليس تلك التي تعبر عن التكديس والحشو الذي بلا معنى ولا طائل. اذكر خبراتك ومهاراتك والوظائف التي عملت فيها من قبل – حسب تنسيق السيرة الذاتية الخاصة بك – والمؤهل الدراسي والمعدل التراكمي.
قسم الخبرة العملية
بالطبع كلما زادت الخبرة العملية كلما جعل ذلك مسؤولي التوظيف يشعرون بحالة أكبر من الإطمئنان إذا ما قاموا بتوظيفك في ذلك المنصب. وفي قسم الأسئلة المتكررة طرحنا كيفية كتابة القسم الخاص بالخبرة العملية والمؤهل الدراسي بشكل خاص. لذلك يمكنك أن تختار ما يناسبك من بين التنسيقات المتعددة مثل ( النسق الزمني العكسي – النسق الوظيفي – النسق المركب ).
وعلى أي حال إذا لم يكن لك خبرة عملية واسعة فلا تتردد في أن ترسل سيرتك الذاتية وأن تستعد للحصول على الوظيفة. فحسب موقع إحصاء العمل بالولايات المتحدة الأمريكية، على قدر ما يوجد 60 % من مسؤولي التوظيف الذين يفضلون توظيف الحاصلين على خبرة عملية واسعة. فكذلك يوجد 40 % من مسؤولي التوظيف يعتقدون أن التعليم الأكاديمي يمثل نفس كفاءة الخبرة العملية. ولا يترددون على الإطلاق في تعيين حديثي التخرج في تلك المناصب. معتبرين أن ما يحدث في الجامعات والشهادات التدريبية والتطوعية تعطي أيضاً أولئك الطلاب المزيد من الخبرة والمعرفة التي تكافئ في قدرها تلك التي في الخبرة العملية.
قسم المؤهل الدراسي
يمكنك أن تقوم بتطبيق ما ذكرناه في قسم الخبرة العملية هنا أيضاً. فحسب اختيارك للنسق الذي تريده قم بترتيب سيرتك الذاتية. وننصح في هذا القسم بذكر أخر درجة علمية حصلت عليها سواء كانت ( تعليم ثانوي – تعليم فني – بكالريوس – ماجستير – دكتوراه ). وليس لنا حاجة أن نؤكد أنه لن يقوم أحد بتعيينك في وظيفة المعالج الطبيعي الفيزيائي إذا كنت حاصلاً فقط على تعليم ثانوي، وإذا كنت كذلك قم اذهب وابحث عن الخبرة والتعليم ثم فكر في إعداد سيرتك الذاتية.
لا تنس كتابة المعدل التراكمي الذي حصلت عليه خصوصاً لو كانت نسبته جيدة، فهذا سيضيف الكثير لسيرتك الذاتية.
قسم المهارات
وعادة ما ينقسم هذا القسم إلى جزئين، فهناك مهارات وظيفية من الأفضل لمن يتقدم للوظيفة أن يتحلى بها، ومهارات أخرى شخصية. تتعلق بالشخص نفسه كحسن خدمة العملاء والتحدث معهم بلطف.. إلخ
أما المهارات الوظيفية فنذكر منها على سبيل المثال :
- معرفة شاملة بقواعد العلاج السريري
- الحصول على ترخيص ممارسة المهنة
- القدرة على الاتفاق مع العميل على تحديد خطة علاجية تناسب إحتياجه
- القدرة على إدارة النكسات الجسدية
- التعامل مع الإصابات حسب لوائح العمل
قسم الشهادات الإضافية
ويمكنك أن تضع في هذا القسم كل الشهادات التدريبية التي حصلت عليها من قبل، كما يمكنك أن تذكر الخدمات التطوعية التي قمت بها إن وجدت، لأن مسؤولي التوظيف يحسبون أنها خبرة عملية كاملة.
وفيما يلي سنعرض أهم النصائح التي ستفيدك أثناء كتابة السيرة الذاتية للمعالج :
- النصيحة الأولى : ” اهتم دائماً بالمنتج النهائي ” تذكر أن دائماً سيبقى الشيء الأكبر والأسرع في تأثيرة هو كيفية تقديم السيرة الذاتية للمعالج بعد إعدادها. لذلك حاول أن تتأكد دوماً من أنك ذكرت كل ما تم ذكره بالفعل في الإعلان الوظيفي. اقرأ السيرة الذاتية أكثر من مرة وأحذف الحواشي التي تمت إضافتها بلا داعي.
- النصيحة الثانية : ” حاول أن تفكر بعقلية مسؤولي التوظيف ” فعادة ما يكون مسؤولي التوظيف ليس لديهم متسع من الوقت لقراءة وفحص كل السير الذاتية التي تم تقديمها للوظيفة، لذلك فأفضل قرار هو أن تحاول التفكير بعقلية مسؤولي التوظيف وتحاول أن تكتب في قسم ملخص السيرة الذاتية ما يحتاج إليه مسئول التوظيف ليطمئن إذا قام بتعيينك في الوظيفة المحددة. قدم له الدلالات واعرض الكفاءات الخاصة بك بشكل جيد. تذكر أن مسئول التوظيف لا يمتلك أكثر من 3 إلى 4 ثواني فقط لفحص ملخص كل سيرة ذاتية لذلك عليك أن تنتبه أيضاً إلى النصائح التالية.
- النصيحة الثالثة : ” كن محدداً ” ضيق وقت المسؤولين يجبرك على تحديد أولوياتك وعباراتك، لابد أن تكون واضحا دقيقاً محدداً وهادفاً. ففي خلال 4 أسطر فقط لابد لك أن تعرض كل خبراتك السابقة ومهاراتك والوظائف المتعلقة بالمجال التي سبق وحصلت عليها. لذلك فلابد أن تختار ألفاظك بعناية شديدة.
- النصيحة الرابعة : ” الرموز السحرية ” أعتقد أن أكثر قصة مُسجلة في ذاكرتنا من طفولتنا، كان دائماً الجزء الأكبر بها يتعلق بالرموز والشفرات السحرية، وهذه الرموز هنا تتلخص بشكل بسيط في بيانات الاتصال الخاصة بك. فتحت أي ظرف أو حال من الأحوال لا يمكن أبداً أن تنسى كتابة بيانات الاتصال الخاصة بك بعناية شديدة. فمع الأسف الشديد عادة ما نواجه الكثير من السيّر الذاتية التي تتمتع بجودة عالية جداً وعادة ما يكون لها الترشيح الأكبر في الحصول على الوظيفة، إلا أنه ومع الأسف لا تكون هذه الفرصة من نصيب أصحابها، نظراً للخطأ الواضح في كتابة بيانات الاتصال والاسم الذي هو عادة ما يكون عنوان القصيدة.
- النصيحة الخامسة : ” اعرف نقاط قوتك ” بجانب الجزء الخاص بالمهارات الشخصية والشهادات الإضافية، فعادة ما يكون مميزات المتقدم للوظيفة تتلخص في أحد الأمرين. إما أن يكون ذا خبرة عالية بالأسواق ومعرفة وخبرة بجودة المنتجات، أو تكون الشهادات العلمية والقدرات التعليمية له قد أخذت وضعها المرجو منه. في كل الأحوال لا يسعنا أن نشجعك إلا على أن تُظهر تلك النقاط، فمثلاً : إذا كنت تفتقر إلى الخبرة العملية في الأسواق الإلكترونية أو الشعبية، فحاول أن تسترسل بقدر الإمكان في وصف خلفيتك الأكاديمية، يمكنك كذلك أن تذكر الشهادة الجامعية أو شهادة الماجستير والدكتوراه، أي شهادات إضافية لها علاقة بالمجال ستثري سيرتك بشدة. وهنا عليك أن تتبع نمطك الخاص في التنسيق.
- النصيحة السادسة : ” استخدم السلاح الصحيح ” التنسيق في السيرة الذاتية عادة ما يكون له ثلاث أشكال، يمكنك اختيار الأنسب لك حسب خلفيتك الذاتية. على أي حال يوجد ثلاثة تنسيقات معروفة وهي ( النسق الزمني العكسي – النسق الوظيفي – النسق المركب ) اختيارك لأحدهما سيكون له أثر كبير في جذب مسؤولي التوظيف لسيرتك الذاتية.
- النصحية السابعة : ” الكلمات المفتاحية ” ربما تكون تلك هي المرة الاولى التي ترى فيها تلك اللفظة. ولكن لا داعي للقلق، فمنطقي أن يكون لك معرفة بها لو كانت لك معرفة سابقة بعناصر وشروط كتابة المحتوى، والمقصود بها تلك الكلمات والأفعال الأساسية التي جاءت في الصيغة الأصلية لإعلان التوظيف، فكلما زاد استخدامك لنفس الكلمات المذكورة في الإعلان كلما جعل ذلك مسؤولي التوظيف يطمئنون أنهم في اللحظة الحالية يقرأون السيرة المناسبة للوظيفة، الأمر الذي يشجعهم على التواصل معك لتحديد موعد للمقابلة إذا استوفيت بقية الشروط. أما إذا لم يكن متوفر كلمات متطابقة بين الإعلان والسيرة الذاتية، فيقوم برنامج ( ATS) بإستبعاد تلقائي للسيرة الذاتية المُقدمة. وهذا هو البرنامج الذي يعتمد عليه مسؤولي التوظيف أثناء تحديد إختياراتهم خصوصاً في الوظائف المرموقة لعدم توفر متسع من الوقت لدى المسؤولين.
- النصيحة الثامنة : ” التنسيق ” حاول أن تحافظ على التنسيق في سيرتك الذاتية من جهة المساحات البيضاء وحجم الفقرات. فالأفضل ألا تملأ كل الصفحة بالمعلومات، بل ننصح عادة بترك مسافات واسعة نسبياً لكي يتمكن مسؤولي التوظيف من التركيز على المعلومات التي تهمه.
- النصيحة التاسعة : ” لا داعي لصور شخصية ” عادة ما تكون هذه النصيحة أساسية في الكثير من الوظائف. فحسب مكتب العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، يكون محظوراً وضع صورة شخصية في السير الذاتية لبعض الوظائف وذلك إيماناً منهم بضرورة عدم التحيز أو التفرقة بين أي من المتقدمين للوظيفة. لا على أساس الشكل أو اللون أو الدين أو الجنس .. إلخ. ولكن يجدر الإشارة إنه لا مانع في القسم الخاص ببيانات التواصل وفي الجزء المخصص للبريد الإلكتروني، لا مانع أن تدمج بعض الصور الشخصية لك أثناء آداء عملك، والتي تظهر براعتك في الآداء. وهذا لا يدعو للتحيز بأي شكل من الأشكال، بل على العكس يوضح ويظهر براعتك ويهبك ثقة لدى مسؤولي التوظيف. لا حاجة لنا لتذكيرك بإنه في حالة عدم وجود صور ذاتية تظهر براعتك فلا داعي من وضعها في سيرتك الذاتية.
- النصيحة العاشرة : ” إجعل نتائجك دقيقة ” لا تنس أن تذكر الإنجازات والدرجات التي حصلت عليها بطريقة محددة، من خلال ذكر الأرقام والإحصائيات التي تثبت صحة أقوالك.حاول أن تُسلط الضوء على الأمور التي توصلت إليها من خلال النتائج الحقيقية التي توصلت لها فيما سبق.
أسئلة متكررة أثناء كتابة السيرة الذاتية للمعالج :
ما هو النمط الأفضل الذي يجب عليّ أن أتبعه في تنسيق السيرة الذاتية الخاصة بي ؟
هناك ثلاثة أنماط رئيسية لتنسيق السيرة الذاتية وهي :
- النسق العكسي الزمني : وعادة ما يلجأ إليه أصحاب الخبرة العملية الواسعة. فهو يعتمد على ذكر الخبرة الوظيفية من آخر وظيفة تم العمل بها ووصولاً إلى الوظيفة الأولى، أو من أخر شهادة جامعية حصلت عليها مروراً بالتدريبات اللازمة والأعمال التطوعية. وهو يفيد بشكل خاص في ذكر تاريخك العلمي أوالعملي.
- النسق الوظيفي : هو ذلك النسق الذي يعتمد على الخبرة العملية الواسعة في مختلف المجالات، وعادة ما يلجا إليه الذين لهم خبرة طويلة في وظائف مختلفة.
- النسق المركب : وعادة ما يلجأ إليه أصحاب الخبرة العملية الواسعة والمحددة في نفس الوقت، فهو نمط يجمع بين كلا من النمطين السابقين، أي بين الخبرة الفعلية في المجال والخبرة الوظيفية في نفس المجال كذلك. وهو يعد أسلوب رائع لعرض سيرة ذاتية ذات تاريخ طويل في عالم الأعمال.
