الدليل الكامل لكتابة مشرف تمريض السيرة الذاتية

ربما قد سبق لك أن قمت بتقديم سيرتك الذاتية من قبل ولم تلقى رواجاً أو تحظى بوظيفة الأحلام التي ترغب بها، ولكن هل سألت نفسك يوماً عما هو السبب في ذلك !  سيرتك الذاتية هي التي تتحدث عنك وعلى الرغم من أنك تحظى بالعديد من الخبرات العملية وتعليم أكاديمي متميز ومهارات دقيقة وإحترافية، إلا أنه على الرغم من كل ذلك مازال يتوجب عليك أن تعرف كيف تتمكن من تقديم كل تلك الأمور بشكل إحترافي وجذاب لتتمكن من جذب مسؤولي التوظيف لسيرتك الذاتية ودعوتك للحصول على مقابلة شخصية للتمكن من إستلام منصبك الوظيفي.

أهم الأقسام التي سوف تحتاجها أثناء كتابة مشرف تمريض السيرة الذاتية

القسم الأول : بيانات الإتصال

القسم الثاني : الملخص الإحترافي

في هذا القسم لابد أن تستغل قدرتك في الصياغة الأدبية للجمل، حيث لا داعي على الإطلاق من وجود جمل طويلة ومليئة بالشرح والتوضيح، يكفي أن يكون الملخص الإحترافي شارحاً بشكل مختصر وجذاب جزء من خبرتك العملية وتعليمك الأكاديمي ومهارتك، حتى يرغب مسؤولي التوظيف باستكمال قراءة سيرتك الذاتية. فكما تعلم أن مسؤولي التوظيف لا يتوفر لهم عادة كثير من الوقت لمتابعة كل السير الذاتية التي يتم تقديمها، ولذلك عادة ما يوفرون من 3 إلى 4 ثواني فقط لقراءة الملخص الإحترافي وإذا نال إعجابهم قاموا باستكمال قراءة سيرتك الذاتية، إما إذا لم يحدث ذلك فسوف يقوموا بإستبعاد سيرتك الذاتية جانباً.

القسم الثالث : الخبرة العملية

حاول أن تكون محدداً ومختصراً في هذا القسم وتقوم بذكر خبراتك بشكل قابل للقياس.

لا تنس ذكر الأرقام والمعدلات التي قمت بتحسين أوضاعها عما سبق.

كلما كانت الأرقام قابلة للقياس، كلما رفع ذلك من مستوى المصداقية لدى مسؤولي التوظيف وبالتالي سيزيد هذا من إمكانية قبولك في الوظيفة.

القسم الرابع : التعليم الأكاديمي

بالتأكيد حصولك على شهادة علمية يعطي لك الأولوية في الحصول على المنصب الوظيفي. لذلك يجب عليك الاهتمام بهذا القسم وذكر درجاتك العملية التي حصلت عليها إذا كانت درجات مرتفعة لأن هذا سيجذب مسؤولي التوظيف لسيرتك الذاتية.

القسم الخامس : المهارات المهنية والقدرات الشخصية

وهنا علينا أن نولي إهتماماً خاصاً لهذا القسم فما هي المهارات الأساسية التي يجب تسليط الضوء عليها في سيرتك الذاتية ؟

أ – مهارة تحديد الأولويات

كمشرف تمريض يجب عليك أن تعرف أكثر الحالات خطورة وترسل نجده لها بأسرع وقت، ستحتاج في بعض الأحيان لتفضيل حالات على آخرى، كيف ستتمكن من إجراء هذا الأمر ؟ لابد أن تعرف كيف تديره بشكل إحترافي لأن الأمر يتعلق بإنقاذ أرواح الآخرين. ويجب أن يطمئن مسؤولي التوظيف أنك سوف تدير هذا الأمر بشكل مثالي.

ب – القدرة على تفويض المهام

كونك بارع في وظيفتك لا يعني نجاح العمل ! هذا أمر طبيعي لأنك تعمل مع فريق عمل ولست تعمل بشكل منفرد لذلك فلا يجب أن تقوم بكل المهام منفرداً، بل على العكس يجب أن تعرف جيداً كيف يمكنك تفويض المهام لطاقم التمريض الذي تقوم بالإشراف عليه. بدون عملية توزيع المهام ستصبح غارق في المهام ويمكننا أن نؤكد حدوث كوارث في العمل. فعملك هو أن تكون مسؤول عن الإشراف وتنسيق مهام الطاقم الطبي. يجب أن تذكر هذه المهارة في سيرتك الذاتية لأنها تؤكد لمسؤولي التوظيف كفاءة العمل والتمكن من تحقيق رضا المرضى.

ج – مهارة حل المشكلات

من المتوقع حدوث مشكلات في أي بيئة عمل، ويجب على القائد الناجح أن يعرف كيف يتولى الأمر بنجاح. كيف ستتمكن من الحفاظ على بيئة عمل إيجابية وسط جو من الإضطراب والقلق ؟ هذا الأمر من شأنه أن يزيد من قبول مسؤولي التوظيف لسيرتك الذاتية بلا شك. فقدرتك على قيادة الأمور ستضمن راحة أكثر للمرضى وجو من السلام يسود بين الموظفين مما يعني الحفاظ على كفاءة العمل وجودته. تأكد من إظهار تلك المهارة إذا كنت تتمتع بها.

د – تصميم السجلات الصحية الإلكترونية ( EHR )

لا يمكننا أن نحسب أن مهارة تصميم سجلات صحية إلكترونية هي مهارة ثانوية، بل إنها تفيد بشكل كبير في كفاءة الإدارة، في الواقع هي تقع في صميم عملك الفعلي. لذلك يجب أن تكتسب تلك المهارة إن لم تكن لك دراية بها. أما إن كنت تتمتع بها فمن المؤكد أن تظهرها لمسؤولي التوظيف سيعد أمر بالغ الأهمية في سيرتك الذاتية، لأنها ستحافظ على الكفاءة والدقة في بيئة العمل، ولها دور بالغ الأهمية في معرفة بيانات المرضى ومتابعة تقدمهم الصحي وتسهيل التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية المختلفة.

كما أنه لا يسعنا الوقت أن نتحدث عن المهارات الخاصة بتحسين الجودة وتقديم الخدمات بكفاءة عالية وتطوير إستراتيجيات التحسين ومتابعة تنفيذ التغييرات التي تم الإتفاق عليها بنجاح ومكافحة العدوى، كل هذه الأمور يمكنها أن تنقل سيرتك الذاتية إلى منطقة أخرى، بل إننا لا يمكننا أن نؤكد بجرأة أن حصولك على كل تلك المهارات يؤهلك بالفعل للعمل في أعرق المؤسسات الصحية في البلاد.

القسم السادس : الشهادات الإضافية

قدرتك على التكلم بلغات إضافية بجانب لغتك الأم هام جداً لك في سيرتك الذاتية لسببين هما :

الأول : أن هذا الأمر يؤهلك للعمل في أعرق المؤسسات وأكثرها أهمية.

الثاني : أنه قادر بالفعل أن يضعك في منصب وظيفي أعلى، والأهم أنه سيرفع بالفعل من راتبك المخصص.

كما يمكنك إضافة جميع الشهادات التي حصلت عليها من قبل، والتدريبات التطوعية التي خضعت لها.

وإليك أهم النصائح التي سوف تفيدك أثناء إعدادك مشرف تمريض السيرة الذاتية بشكل إحترافي :

النصيحة الأولى : إظهر مهاراتك القيادية

كمشرف تمريض فأنت بحاجة إلى إظهار خبرتك الكبيرة في قيادة طاقم التمريض. حاول أن تقوم بذكر أي تدريبات تطوعية حصلت عليها في هذا المجال، أو شهادات خبرة. وبإختصار اشرح لمسؤولي التوظيف كيف أن خبرتك السابقة ومهاراتك وتعليمك الأكاديمي قد أهلك بجدارة للحصول على هذا المنصب.

النصيحة الثانية : وضح اهتمامك الشديد بمساعدة المرضى

يجب أن يأتمن مسؤولي التوظيف الشخص الذي يوكل إليه هذا المنصب الوظيفي، ليس فقط لأهميته ولكن لأنه سيصبح قدوة لكل من هم يعملون تحت إشرافه. فإذا كنت وأنت مشرف تمريض لا تجيد خدمة المرضى ورعايتهم بشكل ودود ورحيم كل يوم، فما هو المتوقع من فريق العمل الذي سيتعاون معك ؟!

النصيحة الثالثة : قم بالمراجعة قبل التسليم

الأمر يتعلق بشكل كبير بالتفاصيل ويجب أن تكون منتبه جيداً وتعرف كيف تستطيع التركيز في أصغر الأمور وأولها هو الاهتمام بسيرتك الذاتية خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية، كما تتضمن مهارة عالية في صياغتها اللغوية وحذف الأجزاء التي لا حاجة إليها. كل هذا يعطي بشكل خفي لمسؤولي التوظيف صورة بإلتزامك وجديتك في العمل وتركيزك مع الأمور الدقيقة. الأمر الذي يقدره بشدة عادة مسؤولي التوظيف.

النصيحة الرابعة : استخدم التنسيق الزمني العكسي

من بين كل تنسيقات السيرة الذاتية المتاحة أمامنا، عادة ما نوصي بإستخدام التنسيق الزمني العكسي لأنه الأشهر بين مسؤولي التوظيف. وفيه يجب أن تقوم بذكر خبرتك العملية أو تاريخك الأكاديمي بشكل زمني عكسي، حيث يقوم فيه المتقدم للوظيفة بذكر وظيفته الحالية ثم الوظيفة التي تسبقها وهكذا وصولاً للوظيفة الأولى أي بشكل عكس الزمن، ويسري نفس الأمر على الشهادات العلمية فمثلاً يجب أن يذكر أولاً أعلى شهادة علمية حصل عليها ثم التي تليها وصولاً للشهادة الجامعية وإن لم توجد فليكتفي بذكر المدرسة الثانوية. مثل : ( دكتوراه – ماجيستير – بكالوريوس، ليسانس – المدرسة الثانوية).

يفضل ذكر المعدل التراكمي إن كان يزيد عن 3.5 أما إن لم تكن حصلت على هذا الرقم أو معدل يفوقه، فلا داعي لذكر نسب المعدل التراكمي لأنه سيعتبر في هذه الحالة نقطة ضعف لا نقطة قوة.

النصيحة الخامسة : لا حاجة لإرفاق صورة شخصية

بالحق لا نعلم لماذا انتشر في الآونة الأخيرة أفكار مثل ضرورة إرفاق صورة شخصية في السيرة الذاتية. وما الداعي إلى ذلك على أي حال ؟! فحسب قانون العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا الأمر غير مسموح به على الإطلاق حتى لا تكون هناك فرصة بأي شكل من الأشكال لحدوث تمييز بين المرشحين للوظيفة قائم على ( الشكل – الجنس – الدين – اللون .. إلخ ) بل يجب أن يكون التميز الوحيد قائم على الخبرة العملية والثقافة التعليمية والمهارات التي يتمتع بها الشخص بجانب الشهادات التي حصل عليها.

وعلى الرغم من ذلك فقد يحدث في بعض الأحيان أن يقوم مسؤولي التوظيف بطلب إرفاق صورة شخصية في ملف السيرة الذاتية، فماذا يسعنا أن نفعل أمام هذا ؟ بكل بساطة لو تم طلب ذلك في الإعلان الوظيفي فيمكنك أن تقوم بإرسال صورة شخصية ولكن تكون صورة رسمية، فهذا يعطي إنطباعاً بالجدية والإلتزام لك أمام مسؤولي التوظيف.

النصيحة السادسة : انتبه للكلمات المفتاحية

إذا كنت ترغب في العمل في هيئة كبرى أو مؤسسة عريقة فلا يمكنك أن تتغافل تلك النصيحة، لأنها هي ما يميز سيرتك الذاتية ويجعلها مقدمة بصورة إحترافية. فمسؤولي التوظيف كما أوضحنا لا يتسع لهم الكثير من الوقت لمتابعة كل السير الذاتية التي يتم تقديمها، لذلك فعادة ما يلجأؤون إلى البرامج والتقنيات الحديثة التي يمكنها أن تساعدهم في إتمام هذا الأمر. أشهر البرامج التي عادة ما يستخدمونها هو برنامج ATS الذي يقوم بعملية فرز تلقائي للسير الذاتية على أساس تطابق الكلمات المفتاحية الدالة على الوظيفة  في الإعلان الوظيفي ( بشكل مخصص دون سائر الوظائف ) مع تلك الموجودة في السيرة الذاتية للمتقدم. كلما زادت عدد الكلمات المفتاحية المتطابقة، كلما دل ذلك على قبول سيرتك الذاتية وتخطيها مرحلة الفرز التلقائي. إما إن لم يتم إيجاد كلمات مفتاحية متطابقة فهذا يدل على أنه سيتم استبعاد سيرتك الذاتية بشكل تلقائي.