في عالم الأعمال التنافسي، كتابة السيرة الذاتية غير احترافية يصعّب عليك الأمور بشكل كبير. فسيرتك الذاتية هي مفتاح حصولك على مقابلة شخصية تمنحك فرصة الحصول على وظيفة أحلامك.
وقد تناولنا في عدد من المقالات في هذا الموقع قواعد كتابة سيرة ذاتية ناجحة. ولكننا سنخصص هذه المقالة لإبراز اهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية.
اهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية:
1. الأخطاء الكتابية والنحوية
يعتقد البعض أن الأخطاء الكتابية والنحوية ليست بهذا القدر من الأهمية عند كتابة السيرة الذاتية. نؤكد لكم أن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً!
إذا كنت تتقدم لمنصب طبيب أو مهندس أو حتى مصمم، مهن يبدو أن المعرفة اللغوية ليست مطلباً أساسياً لها. تذكر جيداً أن سيرتك الذاتية هي مستند نصي وهي الوسيلة الوحيدة للحكم عليك في هذه المرحلة.
وقد أظهرت الدراسات أن مسؤولي التوظيف يميلون إلى تقييم من يلاحظون في سيرته الذاتية أي أخطاء نحوية أو كتابية بأنه مهمل ولم يضع قدراً كافً من التركيز في عملية كتابة السيرة الذاتية.
ولذا نوصي الاهتمام بتدقيق ومراجعة النص في السيرة الذاتية لتجنب الأحكام المسبقة عليك.
مهندث مدني
بكالوريوس الهندسة من جامعة طنطاه
طبيب بيطري
بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة
2. سيرة ذاتية عامة!
على الرغم من أن كتابة سيرة ذاتية عامة يبدو أمر منطقي للغاية، حيث ستتمكن من تقديمها لأكبر عدد ممكن من الشركات. إلا أن هذا يُعد من اهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية!
ربما لا تدرك هذا لكن مسؤولي التوظيف يدركون جيداً إذا السيرة الذاتية المقدمة لهم مخصصة للمنصب المعلن عنه أم مكتوبة بشكل عام.
وحالما يدرك مسؤولي التوظيف أن سيرتك الذاتية مكتوبة بشكل عام، سيشعرون على الفور بعدم اهتمامك بشكل كافي بالمنصب المتاح نظراً لعدم إعدادك لسيرة ذاتية مخصصة لهذا المنصب!
ونحن ندرك أن تخصيص سيرة ذاتية هو أمر مرهق بالطبع. ولكن على الجانب الآخر، سيدفعك هذا للتركيز في تقييم أهمية المنصب الذي تتقدم له من ناحية، ومن ناحية أخرى ترتيب أولولياتك.
حاول أن تفكّر بالشكل الذي تفكر به الشركات. أي شركة ترغب في أن يظهر المتقدم للوظيفة شغفة بالعمل في هذه الشركة تحديداً، لا أن يبدو كما لو كان يبحث عن عمل بشكل عام!
وفي بعض الأحيان، يتم تقديم السيرة الذاتية العامة للحصول على منصب له مسمّى وظيفي مغاير للمسمى المذكور في سيرتك الذاتية!
3. سيرة ذاتية طويلة جداً
من اهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي الاستطراد وذكر البيانات وغيرها من الأقسام الواجب ذكرها في السيرة الذاتية لدرجة تخطّي السيرة الذاتية للحدود المتعارف عليها.
تذكر جيداً أن مسؤولي التوظيف في الشركة يتلقون عشرات وربما المئات من السير الذاتية لشغل المنصب، الأمر الذي يجعلهم يحبّذون السير الذاتية القصيرة لأنه من السهل استخراج كافة النقاط التي يحتاجون إلى مراجعتها بسرعة من هذه السير.
السيرة الذاتية الاحترافية لا يجب أن يزيد طولها بأي حال من الأحوال عن ورقتين من حجم A4 التقليدي. ونحن نعتقد أنك لا تحتاج لأكثر من هذه المساحة لإبراز خبراتك وبياناتك الشخصية الهامة.
4. لا تكذب في سيرتك الذاتية!
الكذب من النقائص المكروهة بشكل عام في الحياة، لكن في عالم الأعمال، لها ثقلاً سلبياً خطيراً وتُعد من الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية. وكلنا نتذكر بالطبع شخصية “جوي” التي قام بها الممثل الأمريكي مات لا بلانك في المسلسل الدرامي الشهير “Friends”. وقد كذب جوي في سيرته الذاتية وكان مبرره أن الكذب سيساعده في الحصول على المقابلة الشخصية، الخطوة التي يحتاج الوصول إليها، ثم سيحاول لاحقاً تدبر أمره!
وبالطبع هذا فكر خاطئ، ففي نهاية الأمر، لن يتم تعيينك في الوظيفة التي تتقدم لها إلا إذا كنت بالفعل مؤهلاً بشكل كامل. كل ما سيفعله الكذب هو إضاعة وقتك ووقت مسؤولي التوظيف.
دعنا ننظر للأمور بشكل أكثر واقعية. المسار الطبيعي للمهنة هو أن تتقن مهارة ما، وتحصل على خبرة جيدة بها، وبهذه الخبرة ستتمكن من الحصول على منصب جيد.
فإذا لجأت للكذب، قد تحصل على المنصب بالفعل، لكنك ستكون غير مؤهلاً للعمل به. الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف لإقالتك وإضاعة وقتاً ثميناً من عمرك ومن حياتك المهنية.
5. اختيار الصورة الخاطئة
من أبرز الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي استخدام صورة غير مناسبة. وعادة ما يحدث هذا الخطأ بالأساس لعدم معرفة المعايير الصحيحة لاختيار صورة جيدة.
فالبعض يتعامل مع السيرة الذاتية كصفحة شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي. ويختار صورة لإحدى نزهاته الليلية أو صورة التقطها له أحد الأصدقاء أثناء سفره خارج البلاد أو ما شابه.
وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الصور تعكس بالتأكيد روح المتقدم وربما إقباله على الحياة ومجموعة أخرى من الصفات الإيجابية، إلا أنها في الوقت ذاته تعكس أيضاً عدم احترافية المتقدم!
بعض الخبراء ينصحون بعدم إرفاق الصور بالأساس في نموذج السيرة الذاتية، ويعللون ذلك بأن التعيين من المفترض أن يتم على أساس الإمكانيات والخبرات وليس المظهر.
وهم في ذلك محقون، لكن بعض الشركات وخاصة في الوطن العربي تفضّل السيرة الذاتية التي تحتوي على صور للمتقدمين. ولحسم هذا الأمر، إذا كنت ترى أن مظهرك سيمنحك أفضلية، وأن لديك صوراً احترافية بملابس رسمية وابتسامة مقبولة غير مبتذلة، يمكنك بالطبع إرفاق هذه الصورة بكل تأكيد.
6. بيانات اتصال خاطئة!
من أهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي عدم إيضاح بيانات الاتصال بشكل جيد، أو حتى عدم تحديث بيانات الاتصال.
والأمر المثير للدهشة أن البعض لا يلحظ هذا لفترة طويلة! ويستمر في تقديم سيرته الذاتية للشركات والمؤسسات الكبرى. وبالطبع يتساءل بعدها لما لا يتواصل أحد معه!
هناك مجموعة من القواعد يجب أن تعرفها عند كتابة بيانات الاتصال، أولها أن مسؤولي التوظيف بحاجه لبيانات اتصال واضحة وبسيطة. فهم لن يبذلوا أي مجهود لإجراء بحث أو استقصاء حتى يتمكنوا من الوصول إليك ليخبرونك بميعاد المقابلة الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بيانات الاتصال غير المكتملة دليل قوي على عدم اهتمام المتقدم بالوظيفة.
وفي بعض الأحيان الأخرى، يهمل المتقدم تحديث بياناته. فيكتب بريداً إلكترونياً لم يعد يستخدمه، أو رقم هاتف تم تغييره.
عند كتابة السيرة الذاتية، يرجى التأكد من أن بياناتك محدثة ومطابقة لبيانات الاتصال الحالية.
7. حسابات التواصل الاجتماعي!
بالطبع لا يجب ذكر أسماء حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي في السيرة الذاتية. ولكن هذا لا يعني أن مسؤولي التوظيف لن يبحثوا عن حساباتك!
وهنا، نود أن ننوه عن واحد من الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية. وهو عدم ضبط إعدادات الخصوصية في حسابات التواصل الاجتماعي على الوضع الخاص.
دعونا نتفق أن حسابات التواصل الاجتماعي هي مساحة للتعبير عن الآراء. آراء قد تكون شخصية أو سياسية أو دينية أو غيرها. إتاحة رؤية هذه الآراء لأي شخص عبر الإنترنت سيعني بالضرورة أن يتمكن مسؤولي التوظيف من رؤيتها.
قد يكون الأمر في صالحك في بعض الأحيان، ولكن في أغلب الأحيان لا يكون كذلك! وهذا الأمر يعتمد بالكامل على شخصية مسؤول التوظيف.
وعليه، فنصيحتنا هي ألا تتيح حسابات التواصل الخاصة بك لأي مستخدم عبر الإنترنت. أقصر إمكانية تصفح الحساب للأصدقاء فقط على سبيل المثال.
8. استخدام العبارات المحفوظة!
“أنا أحب العمل” أو “أجيد العمل تحت ضغط!” كلها عبارات مل مسؤولي التوظيف من قراءتها في السير الذاتية. من الآمن أن تقول أن هذه العبارات أصبحت مستهلكة للغاية!
من الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي استخدام مثل هذه العبارات. فعلى الرغم من أن هذه العبارات تظهر قيماً هامة ومعايير مميزة للفرد، إلا أن معظم من يكتبونها لا يعنوها بالضرورة.
ولذا، فنحن نوصي بالآتي. حاول تخصيص هذه العبارات لتعكس هذه القيم بشكل شخصي. فعلى سبيل المثال، يمكنك استبدال العبارة الشهيرة
بعبارة
أو إذا كان المنصب يتطلب عملاً جماعياً، يمكنك استبدال عبارة:
بعبارة
9. الهوايات والمهارات الخاطئة!
على الرغم من أن قسم الهوايات والمهارات من الأقسام الواجب ذكرها عند كتابة السيرة الذاتية. إلا أن اختيار تلك الهوايات والمهارات يجب أن يتم بحكمة كبيرة.
فعلى سبيل المثال، لا داعي لذكر أنك من محبي “البالية الإيقاعي” عند تقدمك لوظيفة طبيب أو مهندس! حاول التفكير في وقع هذا على مسؤولي التوظيف. بالتأكيد سيعتقدوا أنك تسخر منهم!
يمكنك استغلال هذا القسم خير استغلال عبر الربط بين بعض مهاراتك – والتي تعكس بالضرورة جزءاً هاماً من شخصيتك – والمهارات التي تتطلبها الوظيفة.
فإذا تقدمت لوظيفة طبيب في مستشفي خاص على سبيل المثال، يمكنك استخدام هواية “محب للأعمال الاجتماعية وأقدم الرعاية الطبية لبعض دور الإيتام” في سيرتك الذاتية.
فهذا سيعكس تعاطفك الكبير وشعورك بالآخر، الأمر الذي سيحب مسؤولي التوظيف في المستشفي أن يكون متوافراً في طبيبهم الجديد.
وبالطبع ننوه أن تستخدم هواياتك الحقيقة فحسب، لا حاجة بك للكذب كما ذكرنا أعلاه.
10. استخدام بريد إلكتروني غير احترافي
حسناً، أنا لا أنكر أن جميعنا في مرحلة ما بأعمارنا كان لنا بريداً إلكترونياً باسم غير احترافي. البريد الإلكتروني المثالي هو بريد إلكتروني لاسمك التقليدي بدون أي إضافات. في بعض الأحيان ربما يسبقه لقب ما مثل “Dr” أو “Eng” أو ما شابه، لكن ما دون ذلك يُعد بريد إلكتروني غير احترافي بالمرة.
أمثلة على بعض عناوين البريد الإلكتروني غير الاحترافية:
- Sosololo@xxx.com
- ShekoAlgamed@ccc.com
- MeroloveKoky@jjj.com
الصورة المثالية لعنوان البريد الإلكتروني من المفترض أن تكون:
- FirstnameLastname@gmail.com
11. ذكر جهات اتصال للإحالة
جميعنا نفخر بأي فترة أمضيناها بشركة دولية أو إقليمية. وعادة ما نرغب في التأكيد على مثل هذه المعلومات بذكر جهات اتصال أو أسماء شهيرة يمكن أن يتصل بها مسؤولي التوظيف.
في الواقع، يعتبر خبراء السيرة الذاتية أن هذه واحدة من الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية. حيث يرون أن تقديم مثل هذه المعلومات يكون وفقاً لطلب جهات مسؤولي التوظيف، ولا يتم تطوعياً في السيرة الذاتية.
وهناك عدة أسباب أهمها بالطبع معرفة رؤية مسؤولي التوظيف في الشركة لسيرتك الذاتية. ففي حال وجدوا أنها سيرة ذاتية ملائمة، يمكنهم وقتهم طلب أرقام لمدرائك السابقين للتأكد من البيانات.
بالإضافة إلى ذلك، سيمنحك هذا وقتاً كافياً للتواصل مع مدرائك السابقين الذين ستمنح شركة التوظيف أسمائهم في حال طلب مسؤولي التوظيف لمثل هذه البيانات.
12. عدم التركيز على النتائج أو الإنجازات
من اهم الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي عدم التركيز على الإنجازات أو النتائج التي حققتها خلال مسيرتك المهنية.
فالسيرة الذاتية يجب ألا تكون مجرد سرد لهذه النقاط بشكل سريع، بل يجب أن تتبع الصيغة المثالية لإبراز النتائج والإنجازات.
الصيغة المثالية التي يجب إتباعها هي ذكر “المهارة” يليها “العمل” يليهما “الناتج”. كيف يمكن تطبيق هذا بشكل عملي؟
الصيغة المثالية:
وهذه الجملة يمكن صياغتها بطريقة خاطئة تماماً مثل:
13. استخدام الألوان غير المريحة للعينين!
من الاخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية هي استخدام بعض الألوان غير المريحة للعين (درجات ألوان شاحبه، أو غير واضحة، أو صارخة).
مسوؤلو التوظيف في الشركة يعاينون عشرات بل مئات السير الذاتية للمتقدمين. تقديمك لسيرة ذاتية مريحة على كافة المستويات يرفع من أسهمك بقوة لتصل للمستوى التالي.
إليك بعض نماذج السير الذاتية ذات الألوان الهادئة المريحة للعين والتي تبرز ببساطة رقي وهدوء تصميمك.
14. ذكر الآراء السياسية أو الدينية
نحن ندرك جيداً مدى صعوبة حجب الآراء السياسية أو الدينية في عالم اليوم. فوسائل التواصل الاجتماعي أوهمت الجميع أن بإمكانهم التحدث في أي شيء وبأي مكان!
وبغض النظر عن رشد آرائك السياسية والدينية من عدمه، هذه الآراء ستكون دائماً ساحة خلاف على المستويين الاجتماعي والمهنى. فلا تعتقد أن هناك رأياً ما يمكنك كتابته في السيرة الذاتية لن يثير الخلاف والنقاش غير الضروري.
لا داعي لذكر مثل هذه الآراء في السيرة الذاتية، أو حتى النقاش فيها في بيئة العمل.
15. كتابة راتبك الحالي
هذه المعلومة شخصية للغاية. معظم الشركات لا تستقر بشكل كامل على الراتب الذي ستمنحه في أي منصب جديد إلا بعد مقابلة المؤهلين ومناقشة هذا الأمر معهم.
كتابة راتبك الحالي سيكون لها تأثير سلبي. فإذا أعجبتهم سيرتك الذاتية وراتبك المذكور كان مرتفعاً، سيقومون برفض سيرتك الذاتية على الفور!
وإذا كان الراتب المذكور أقل من الراتب المعين من قبلهم، فسوف تخسر الفرق بين الراتبين.
وعليه، دع مناقشة الراتب للمرحلة الأخيرة أو حتى في مرحلة المقابلة الشخصية.